ودَّعَ عليٌّأُمَّهُ أمام باب الْمَدْرَسَةِ،
وانطلق مُسرعاً في فِناء مدرسته، وهو فرحانُ بِلِقَاءِ أَصْدقائه، في الْيَوْمِ
الْأَوَّلمِنَ الْمَوْسِمِ الدِّرَاسِي الْجَدِيدِ.
وجد عليٌّ أصْدِقَاءَهُ، تَجاذَبَ مَعَهُمْ أطرافَ
الحديثِ، وحَكى لَهُمْ عَنْ عُطلتهِ أَيْنَ قَضاها. وَبَيْنَما كانوا يسيرون وسط
ساحة المدرسة، أثار انتباهَ عليٍّ مَنظرٌ لَمْ يُعجبْه، فتوقف وخاطب أصدقاءَهُ -
انظروا إلى ساحةِ المَدْرَسَة، فقدْ ذَبَلَتْ أزهارُها. ويَبِسَتْ أشجارُها. التفتَ إِلَيْهِ صَدِيقُهُ وَائِلٌ قَائِلاً: -
نعم، هذا صحيح، وجُذرانُ الأقسامِ أيضًا مُتسخةٌ وصِباغتُها باهِتَةٌ ومُتَقشِّرَةٌ
....... لا شأنَ لنا بها، أَهِيَ بيتُنا؟ هيا نَلعب.
دقَّ جرسُ الحصةِ الأولَى فاتَّجَهَ عليٌّ إلى قِسمه،
وجلس على مقعده الخشبي، قُرْبَ النَّافِذةِ، وفَجْأَةً نَهَضَ مُنزعجاً: ما
هذا؟... كانَ الْمَقْعَدُ يَتَحرَّك ويُحْدِثُ صَوْتاً غريباً، والشَّمْسُ تَخترقُ
النافذةَ بِأَشِعْتِها القويةِ، وَتَحُولُ دونَ رُؤْيَةِ ما كُتبَ على السبورة.
سأل عليٌّ الأستاذةَ فاطمةَ:
لماذا أصبحتْ مدرستُنا مُهمَلَةً هكذا، وكثيرٌ من أشيائِها
منها مُتَهالِكةٌ ومُخَرَّبَةٌ.
إرسال تعليق